الحلقتين الواحدة والعشرون والثانية والعشرون
الحلقة الواحدة والعشرون
ليست خطيئتى
………………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الرجال الحقيقيون لا يتغيرون مهما عصفت بهم الظروف..
.فالمبادئ لا تتجزء ومن ولد على شىء شاب عليه .
…فليس كل ذكر يطلق عليه رجل .
.فكم من ذكر فى عصرنا هذا اشباه رجال فالرجولة مواقف وهذا ما تمتع به بطل قصتنا أدهم منذ نعومة اظافره حتى موقفه مع من رفضه زوجا لابنته.
………..
.دخل والد سارة الشركة وأراد قبل أن يتوجه إلى مكتبه أن يستشيره فى بعض الأمور .
فتوجه لمكتبه هذا الشريك الوهمى ، فوجده يتحدث فى الهاتف بصوت مسموع بكلام .
..اتصدم حين سمعه شريف وهبى والد سارة .
وكان هذا الحديث على النحو التالى ”
….الو يا أدهم باشا..انا عملت كل اللى أمرتني بيه ، زى ماقولت حضرتك بالظبط .
والشركة الحمد لله رجعت زى الاول وأحسن كمان ..
.وشريف بيه بقا كويس اوى ورجع للشركة من فترة والشغل ماشى عال العال .
ادهم بإمتنان …..الحمد لله ، والله ربنا يجزيك كل خير يا طلعت .
اديت المهمة باحسن وجه ، وليك عندى مكافأة كبيرة إن شاء الله .
طلعت …والله خيرك عليا بزيادة يا ادهم بيه .
كفاية رضاك عليا .
ثم حدثه ادهم عن سارة .
ادهم بتنهيدة حزينة …..وسارة اخبارها ايه ؟
..طلعت …. سارة هانم كويسة الحمد لله .
بس مش عارف حاسس انها كده حزينة على طول .
ادهم بقلق ….ليه كده ؟ ملها.
طلعت …مش عارف بس ديما اشوفها حزينة ووشها كده دبلان .
فتنهد ادهم ….ربنا يتولاها ويتولانى .
طلعت …أدهم باشا…مش كفاية كده.
ادهم …كفاية ايه ؟
طلعت …يعنى مفروض يعرفوا انك الشريك الحقيقى .
..هتفضل متخفى لغاية امتى .؟
..او يعنى تلغى الشراكة بدال الشركة خلاص وقفت على رجليها .
ثم قال طلعت ضاحكا ….
عشان انا صدقت انى راجل اعمال وهاخد على كده وانت حر بقه .
فضحك ادهم أيضا .
وفجأة
…..دخل والد سارة إليه ، فتوتر طلعت واغلق الخط مع ادهم سريعا .
طلعت الشريك الوهمى..بقلق……اهلا شريف بيه .
ايه خبارك وصحتك .تمام الحمدلله ؟
شريف وعلى وجهه الاندهاش ….انا سمعت كل حاجة استاذ طلعت .
طلعت …سمعت ايه ؟
والد سارة ….سمعت المكالمة بينك وبين ادهم .
فممكن تفهمنى الموضوع من اوله؟
وادهم فعلا هو الشريك الحقيقى وليه مابنش هو فى الصورة وخلاك انت اللى قدمنا …
طلعت ..بتلعثم…شريف بيه …انا انا
شريف..قول ياابنى متقلقش ومتخفش انا مش زعلان.
بالعكس انا بس مستغرب!
عشان أدهم ده انا طردته من بيتى فعايز افهم ليه هو عمل كده ؟
طلعت …..ادهم بيه ده انا صراحة مشوفتش حد زيه فى اخلاقه وطيبته ورجولته ومتواضع جدا .
بالرغم ان ربنا عطاه من وسع واسمه بيرن فى كل مكان وكله بيعمله تعظيم سلام .
وليه هيبة كده ماشاءالله عليه بالرغم انه لسه شاب صغير موصلش ل ٣١ لسه .
…وهو فعلا شريكك الحقيقى .. وعمل كده عشان حضرتك متفهمش ان الشراكة مقابل الزواج من بنت حضرتك .
..عشان متبقاش مساومة .
.وان كان بيحب بنت حضرتك جدا. ..بس رفض انه يجوزها بدون رضاك او غصب عنك .
شريف باندهاش …مش مستوعب ان فيه لسه راجل بالاخلاق دى كلها.
وازاى وهو اتربى فى دار ايتام سبحان الهادى .
وربنا فعلا اللى رباه .
.وسئل نفسه ازاى انا ارفض واحد زى ده !
ممكن كان واحد ابن ناس بس كان يعذبها او يتعسها لكن ده انا واثق فعلا انه هيسعدها .
شريف بابتسامة..ممكن استاذ طلعت توصلنى لادهم بيه دلوقتى ..
طلعت باستغراب..دلوقتى!!
شريف.. ..ايوه لو سمحت .
طلعت ….امرك يا شريف بيه .
ونزلوا الاتنين ..وصلوا لمكتب ادهم فى الشركة
واستأذن والد سارة للدخول …فتعجب أدهم لما وصله الكارت ان الشخص ال بيستأذن للدخول هو والد سارة
فوافق ادهم كعادته فى البساطة .
شريف..بنظرة خجل من ادهم …وادهم منتظر ومش بيكلم غير لما هو يبدء هو كلامه اولا .
ولكن لما تأخر فى الحديث
قال ادهم … .اهلا بحضرتك ،تأمرنى بشىء اقدر اقدمهولك.
والد سارة بحرج ….انا مش عارف صراحة أقولك ايه غير حاجة واحدة.
.لو ياابنى لسه ليك رغبة تتجوز بنتى سارة .
فأنا يشرفنى ده.
وهنا نزلت دموع والد سارة تبعها دموع أدهم ..فوقف والد سارة ومد أيده لادهم .
أما ادهم فلم يكن مصدق نفسه من الفرحة .
.فمد ايده لوالد سارة..الذى عانقه عناقا حارا .
وهو بيقول….. سامحنى ياابنى ده انت اللى طلعت ابن ناس.
ومش عارف اشكرك ازاى على اللى عملته معايا وانقاذ شركتى من الافلاس .
ادهم……انا !!
والد سارة……..انا خلاص عرفت كل حاجة..
.انت انسان متتوصفش يا أدهم وانا ال …….
وهنا أدهم قطعه وقال …متكملش يا شريف بيه .
والد سارة…. تسمحلى انى اكون والدك وتقولى يا بابا .
أدهم.واغرقت عينه بالدموع .. بابا …بابا ..ياه كلمة كان نفسى اقولها من ساعة مابدئت انطق .
بس للاسف اتحرمت منها واتعذبت طول عمرى بحرمانى منها وانا مليش ذنب .
…لما كنت فى المدرسة ..ونيجى نخرج منها الاقى الابهات والامهات وافقين منتظرين ولادهم يخرجوا واول ميشوفهم يجروا عليهم .
.ويخدوهم فى حضنهم فى سعادة وفرح اما انا فمكنتش بلاقى الا اتوبيس الدار عشان يرجعنى ليه .
.قد ايه كنت بتألم كان نفسى او فى حضن كده ..
عشان احس بالحنان والحب .
..ياه اعظم نعمة فى حياة اى طفل هى الاب والام .
…بس للاسف اتحرمت منها ..بدون اى وجه حق..حتى ياريت كنت اعرف هما مين حتى ؟
عايشين ولا توفاهم الله ..الا معرفش حتى اسمهم ايه
..وعلى كده انا مسامحهم لعلى ألاقهم يوم القيامة …غفر الله لى ولهم .
ثم تابع بقوله ..
بس تعرف حضرتك كان فى حياتى اب تانى مش من النسب من الرعاية الحاج حسن ربنا يرحمه ده مهما قولت عليه ،مش هوفيه حقه .
ده إدانى حنان يمكن لو كان عندى اب مكنش يعملنى كده زيه .
وصرف عليه فلوس كتير فى الدار ، وكان بيزورنى باستمرار .
حتى توفاه الله .
شريف …سبحان الله وكان بيعمل كده ليه وانت مش ابنه ؟؟
ادهم ….دى رحمة بيحطها الله فى قلوب عباده .
عشان عارف ان فيه ناس كتيرة محتاجها .
شريف …جزاه الله خيرا .
ادهم …أما الاب تانى والسبب فى كل خير انا دلوقتى .
ومهما عملت أو دعيت ليه مش هوفيه حقه برده .
فهو الحاج ناجى ، صاحب المصنع الحقيقى .
شريف …فعلا الراجل ده كان طيب ومحترم جدا .
وانا اتعاملت معاه من فترة كبيرة .
بس أتوقف التعامل بينا بعدها .
ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.
.ثم نظر ادهم لوالد سارة….وقال وحضرتك دلوقتى الاب التالت ليه …..يا .. بابا
ربت والد سارة على أدهم بحنو قائلا …ان شاءالله مش هخذلك ابدا يا أدهم وهكون ليك نعم الاب ..
ودلوقتى انا لازم امشى ، وهستناك فى البيت باليل نقرا الفاتحة ونتفق على معاد الخطوبة ان شاءالله
بس متكلمش سارة …انا عايز اعملها مفأجاة .
أدهم يبتسم…حاضر ان شاءالله هكون موجود فى الميعاد ..
متصورش قد ايه انا فرحان بزيارتك دى ، وبإذن الله هكون الزوج الصالح اللى بتتمناه لبنتك .
شريف …ده انا متأكد منه يا ابنى .
يلا فى امان الله .
وعندما غادر شريف .
اتصل أدهم مباشرة بصديق عمره مجدى…لكى يقص عليه ما حدث بينه وبين شريف والد سارة .
ادهم مداعبا مجدى بحديثه …ايه يا عم مجدى حضرتك مخصوم منك النهاردة نص يوم .
عشان اتأخرت عن مواعيد العمل الرسمية.
مجدى.بضحك…..معلش يا بيه..
سامحنى اصلو المودام بعافية شوية وودتها للحكيم .
أدهم.بقلق ..بجد ملها كرمة خير ؟
مجدى….متقلقش يا عمو أدهم…هتبقى عم قريب وخال فى نفس الوقت ان شاءالله .
أدهم.بفرح…..بجد …الف مبرووك.
.ربنا يتمم بخير..اخيرا هشوفك اب يا حبيبى ربنا يكمل سعادتك .
ده كده النهاردة الفرحة فرحتين انا مش مصدق نفسى..الف حمد وشكر ليك يا رب العالمين.
مجدى.بترقب …فرحة بجد ايه خير بشرنى يا أخويا .
أدهم..بسعادة…النهاردة قراية فتحتى على سارة .
..ابوها كان عندى من شوية وقلى انه موافق على جوزانا .
مجدى بفرحة غامرة….الله اكبر ..ولله الحمد …الف مبروك يا أدهم ..الحمد لله ربنا كرمك وفرحك مش قولتلك لو نصيبك عمر ماحد هيخدها غيرك .
ثم تابع بقوله..
انا هوصل كرمة البيت وجيلك هوا مسافة السكة .
….ووصل بالفعل مجدى كرمة البيت ، ثم ذهب إلى محل الجوهرجى..واشترى اجمل واشيك خاتم يقدمه أدهم الى سارة .
كرد جميل بسيط لادهم من اللى عمله معاه قبل كده .
ثم ذهب الى المصنع وتوجه نحو مكتب ادهم .
وعندما رآه ادهم تهلل وجه ، وقام سريعا ليعانقه بحب وفرحة .
عناق طويل يدل على مدى صلتهم كأخوة متحابين فى الله .
يمكن يفتقده الاخوات دلوقتى بالدم فعلا للاسف .
ثم أخرج مجدى الخاتم وقدمه له قائلا …..الف مبروك يا اخويا ..وحبيت اشارك بحاجة على قدى كده ، فرحتكم .
ادهم بإمتنان ….مجدى انت وجودك فى حياتى هى فرحة عمرى انا مش عارف من غيرك كنت استحملت اعيش ازاى ؟
مجدى..ربنا يديم محبتنا ويلا انت اجازة النهاردة يلا روح وجهز نفسك لعروستك .
أدهم بضحك…. .حاضر يا ابيه
مجدى ….شطور ، بتسمع الكلام .
…………
فى بيت سارة
والد سارة……..سارة.
سارة …نعم يا بابا ؟ فيه حاجة .
شريف ….ايوه ، عايزك تجهزى نفسك النهاردة فى ضيف مهم ورجل اعمال مشهور جى يزورنا النهاردة .
سارة.بخوف …ليه الزيارة دى؟
والد سارة ….زيارة.عمل وممكن يعنى تقلب مشروع جواز .
سارة بانفعال ….هو انا بالنسبالك مشروع من مشاريعك.
.لغاية امتى هتعاملنى كده ؟
..انت عمرك ما حسستنى انك اب وحنين عليه ..
ده حتى عمرك مخدتنى فى حضنك زى اى اب ولا طبطبت عليه ..
ولعلمك انا عمرى ماهجوز ابدا..
.ولا هفكر فى الارتباط .وهعيش زيك كده للشغل وبس .
والد سارة.بدموع……(وشعر فعلا انه اهمل فى دوره كأب )…يا بنتى انا كنت بفكر اللى بعمله ده كله لمصلحتك وعشان آمن ليكى حياة كريمة.
فسامحينى بس انا بحبك اوى يا سارة ويهمنى سعادتك ثم حاول أن يضمها إلى صدره ولكنها ابتعدت عنه .
سارة بحزن…..سعادتى هى فين ما حضرتك ضيعتها يوم ما رفضت الانسان الوحيد اللى حبيته ولا يمكن هفكر فى الارتباط تانى .
فحضرتك ياريت تلغى زيارة الاستاذ اللى جى ده عشان ميحصلش احراج افضل .
والد سارة بابتسامة…خلاص يا بنتى اللى يريحك
نولينى الموبيل أتصل بأدهم أقله ميجييييييش .
سارة بذهول ….حضرتك بتقول أدهم !!
والد سارة يضحك …. ايوه يا ستى أدهم حبيب القلب .
انا خلاص وفقت على جوازكم وهو جى النهاردة عشان نتفق على معاد الخطوبة
ها اكلمه أقله ميجيش !!
سارة جريت لباباها ورمت نفسها فى حضنه وهى بتبكى . ياه ده حضنك جميل اوى يا بابا كنت محرومة منه .
..وانا مش مصدقة انك اخيرا وفقت .
انا بحبك اوى يا بابا وأسفة انى كلمتك بالشكل ده بس غصب عنى …
والد سارة….لا يبنتى انا اللى آسف بس من النهاردة هغير من نفسى .
وهيكون ليكى ولماما وطبعا أدهم لانه وعدته هكون أب ليه هيكون ليكم جزء كبير والاهم كمان من وقتى .
انا بعترف انى قصرت فى حقكم كتير وهنعوض ده ان شاءالله .
….ويلا روحى بقه اغسلى وشك وجهزى نفسك ولا عايزة العريس يطفش من شكلك ده.
ضحكت سارة. قال يطفش قال …هروح اجهز نفسى حالا
وارتدت سارة اجمل ما عندها ووضعت ميكب خفيف زادها جمال على جمالها ….وقلبها يدق .ويتلهف لرؤية سارقه ..
يا الله ما اجمل الحب حين يكلل بالحلال الطيب
فها هى سارة على موعد مع السعادة ..
…………….
يا ترى هنكمل سعادة سارة بالزواج من ادهم .
أم سيحدث ما يعكر صفوهم .
فالحياة ليس لها أن تكون سعيدة على المدى ولكن هناك ابتلاءات من الله عزوجل ليختبر صبرنا ويزيد إيماننا .
ولنحمد الله على سائر نعمه .
…..
وللحكاية بقية.
نختم بدعاء جميل
اللهم اسعد قلبى وقلب كل نساء المسلمين وانزل على بيوتنا الدفىء والرحمة والسكن والمودة
أم فاطمة شيماء سعيد
……
الحلقة الثانية والعشرون
ليست خطيئتى
………………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
سبحان العاطى الوهاب الذى يرزق بدون حساب ويخرجنا من اضيق الطرق الى أوسعها .
وكل شىء بالصبر والدعاء ولابد فى حياة كل مؤمن ابتلاء. يمحصه
ليعلم الله المؤمن من المنافق ويرفعنا به درجات .
فلكل ابتلاء له نهاية وفرج .
.فهو القائل سبحانه.ان العسر يسر وكقولنا الدارج ما ضاقت الا لما فرجت .
ولم يسلم أحد من الابتلاء حتى الانبياء ..عفانا الله واياكم وجعل لنا من كل ضيقا مفرجا .
نحن الأن مع موعد مع السعادة ، سعادة ادهم وسارة .
وخاصة ادهم الذى رأى كل أنواع الابتلاء والحزن طيلة حياته من يتم ، لدار ايتام ، لخطف ، لظلم ، ورفض للزواج .
الى أن أكرمه الله فى النهاية وكلل حبه الشريف إلى زواج فى الحلال .
وهذا بسبب موقفه النبيل مع والد سارة ، الذى وقف بجانبه ، دون أن يعلم حتى لا يجرحه أو يجبره على الزواج بابنته ، فكافئه الله بها دون أن يطلب .
وهل جزاء الاحسان الا الاحسان .
………….
استعدت سارة لاستقبال ادهم ، وارتدت فستان رقيق من اللون الزهرى ، مع حجاب ابيض جميل .
زين وجهها وجعله أكثر جمالا ، مع زينة بسيطة للوجه .
ثم أخذت تنظر فى عقارب الساعة ، تنتظر وصول ادهم بفارغ الصبر .
أما هو فكان احرص منها على اللقاء ، بعد انتظار طويل .
حيث جاء فى الموعد المحدد بينه وبين والد سارة .
ليرن جرس الباب مع دقات قلب الحبيبين ادهم وسارة .
.فكم أشتاق كلا منهما لرؤية بعضهما البعض .
.بعد فترة طويلة من الفرقة.
فحان الان ان يجمع الله شتات قلوبهما .
وبالفعل ذهب والد سارة بنفسه وفتح الباب ، واستقبله بترحيب حار جدا قائلا بحب :
اهلا ياا بنى اتفضل البيت بيتك واحنا أهلك .
ادهم بحرج …الله يعزك يا عمى .
والد سارة …عمى ايه بقا ، احنا مش اتفقنا ، تقولى هتقولى يا بابا .
ادهم بابتسامة جميلة …فعلا انا اسف يا بابا .
والد سارة مشيرا إلى زوجته …..
ودى والدتك ام سارة .
..هتقولها يا ماما من النهاردة .
فدمعت عين أدهم فرحا ان أخيرا عوضه الله خيرا بأب وأم وحبيبة ستكون زوجة قريبا .
والدة سارة بحب …اهلا بيك يا ابنى ، نورت بيتك قبل ما يكون بيت سارة.
متصورش انا فرحانة قد ايه ، أن ربنا رزق بنتى بإنسان زيك على خلق ودين ، هيقدر يسعدها .
ادهم …الله يكرمك ، وبإذن الله هكون عند حسن ظنك .
ثم أخذ ادهم يتلفت يمينا ويسارا بعد أن دعاه والد سارة للجلوس فى غرفة استقبال الضيوف .
ولاحظ والد سارة عينيه وتوتره فقال ضاحكا …ثوانى وهتكون قدامك سارة يا ادهم ، متخفش مش هطير .
فضحك ادهم ولكنه لزم الصمت من شدة الحرج .
ولكنه كان فى شوق شديد لرؤيتها .
.حتى جائت سارة مرتبكة بجسد يرتجف من من لهفة الشوق الى الحبيب أدهم بعد ذلك الفراق الطويل .
لتقف أمامه قائلة بلهفة شديدة ….
.ازيك يا أدهم ..وهى تنظر الى عينيه وهو ينظر اليها .
فتلاقت الأعين بنظرة حب وشوق طويلة كأنها تخبره كم أشتاقت اليه.
ولولا أنها مازالت لا تحل له ووجود والداها لألقت نفسها فى حضنه .
وتلامست القلوب قبل الاجساد ليشعر بنار قلبها الذى يحترق له شوقا .
أدهم..بنظرة حب..الحمدلله يا سارة ..انتى عاملة أيه ؟
سارة…… .انا دلوقتى بخير لما شوفتك يا ادهم .
.قبل كده تقدر تقول ما كنتش من الاحياء ..الا بالاسم بس .
كنت عبارة عن جثة متنقلة ، لتعيش يومها عشان يخلص ويجى غيره ، بدون هدف ، بيعدى وخلاص .
…ابتسم أدهم قائلا بحب …وانا بعتبر نفسى متولدتش الا دلوقتى حالا لما دبت فيه الروح لما شوفتك قدامى .
وانا كنت زيك واكتر كمان ، وكنت رافض حتى أنزل الشغل .
لولا مجدى نصحنى وقال المصنع هيروح من ايدى .
فسعتها اضطريت أنزل الشغل غصبا عنى .
فنظرت له سارة بحب قائلة …واخيرا يا ادهم .
بقينا لبعض
ادهم …الحمد لله ، بس أنتِ وحشتينى جدا .
سارة بخجل …وانت كمان اكتر .
…والد سارة بضحك ……احم احم..نحن هنا .
فخجل ادهم قائلا …انا اسف يا بابا .
والد سارة …لا خد راحتك يا ابنى ، بس مش اوى يعنى .
بس دلوقتى
نقرا الفاتحة ، ونحدد ميعاد للخطوبة .
وايه اللازم ليها عشان تتم ولا ايه رئيك ؟
أدهم…..اه طبعا يا عمى طبعا .
بس ممكن اطلب طلب بعد اذنك .
والد سارة……اتفضل يا ابنى ،كل طلباتك اوامر .
أدهم..بلهفة …..ممكن نحدد على طول كتب كتاب وزفاف بدل الخطوبة .
والد سارة …جواز كده على كده !!
ادهم ….ايوه يا بابا .
ايه المانع !
احنا لسه مش هنعرف بعض .
.وأنا الحمد لله جاهز .
..واحنا انتظرنا كتير..لغاية موصلنا للحظة دى.
..وانا مستعد الان اجيب لها كل اللى تطلبه واللى تأمر بيه حضرتك.
ولونجمة من السما مش هتأخر .
والد سارة …انا عن نفسى ،يا ابنى ، معنديش مانع .
بس يعنى من الذوق ناخد رأى ام العروسة ، والعروسة كمان .
والدة سارة …انا كمان معندييش مانع ، ربنا يسعدكم يا حبايبى ..
ساره بروح مداعبة خفيفة قالت …والله كده ، يا سيدى بابا وماما .
ايه مصدقتوا تخلصوا منى ولا ايه ؟
فضحك والد سارة قائلا …لا طبعا.
ده انا أتمنى تقعدى جمبى ومحدش ياخدك منى يا قلب بابا انتى .
سارة …يا حبيبى يا بابا .
والد سارة …خلاص نأجل الجواز سنة كده ، عشان اشبع منك شوية .
سارة بتلقائية …لا كتير
فضحك ادهم قائلا …خلاص يعنى موافقة الاسبوع الجى إن شاء الله .
فافترشت سارة بنظرها الأرض خجلا .
فقال والداها …على خيرة الله ، توكلنا على الله .
نكلم فى شكليات بسيطة ومش هنختلف يا ابنى انت خلاص بقيت مننا وعلينا .
اولا انا هتكلف الفرح وهيكون بإذن الله فى احسن قاعة أفراح على مستوى مصر .
واما المهر والشبكة فده تقدره انت لعروستك .
فنظر لها ادهم بحب مرددا …انا لو جبت الدنيا كلها لسارة ، مش هقدر اديها حقها .
فضحك والد سارة قائلا …كده غلبتنى يا ادهم .
وانا عارف ومتأكد كويس انى هدى بنتى لراجل وانا مطمن .
ادهم …تمام كده نقرأ الفاتحة ، فقرئها الجميع .
واطلقت الخادمة الزغاريد .
ثم أخرج ادهم خاتمه ، ثم ألبسها إياه فى خجل من سارة وفرحو.
وكان اجسادهم هى التى فى الارض ولكن قلوبهما تحلق فى السماء.
سماء الحب الصادق ، الذى بدء بوعد وكان ادهم صادق فى وعده .
………………
وفعلا قام والد سارة بكل التجهيزات .
من حجز القاعة ، وشراء كل ما يلزم العروس من مقتنيات الزواج .
أما ادهم فقام هو ومجدى من تجهيز الشقة سريعا من ديكورات حديثة عصرية .
ثم قام باقتناء اثاث يليق بها هو وسارة .
ثم قامت سارة وكرمة يدا بيد ، بتجهيز فرش الشقة .
سارة إلى كرمة …معلش تعبتك معايا يا كرمة يا حبيبتى ، وانتى اصلا حامل وتعبانة لوحدك .
كرمة …الله الحافظ يا حبيبتى .
ومتقوليش كده ، انتى دلوقتى زى اختى بالظبط .
وربنا عالم انا حبيتك قد ايه ، وبقول انتى اختى اللى ربنا كرمنى بيها .
انتى ومنى مرات ايمن .
سارة ..اه بالحق هما عاملين ايه مع بعض .
كرمة بضحك ….عمالين زى العيال ، ناقر ونقير .
سارة بضحك …ليه كده ؟
ده شكلهم لذيذ اوى ، وكانوا بيحبوا بعض كتير .
ايه حصلهم ؟
كرمة …مهو فعلا بيحبها اوى ، بس برده بيغير عليها كتير .
يعنى متكلميش كده ، البسى كده .
متضحكيش بصوت عالى .
وهى اصلا من صغرها زرارزة مش بتسكت ، يروح يتنقروا مع بعض على حجات هايفة كده .
سارة …وبعدين كده مش حلو كتر الخناق .
كرمة …اه بس هى بتقول أنه قلبه طيب ، ويطلع يطلع وينزل على مفيش ،ويروح يصالحها على طول .
سارة بضحك ..طيب كويس ، الحمد لله .
……….
توالت الايام وجاء يوم الموعود ، يوم لقاء العروسين .
يوم الزفاف .
الفرحة المنتظرة بعد غياب طويل .
تزينت العروس بفستانها الابيض وحجابها الابيض الجميل
. فكانت كالملائكة فى رقتها وجمالها .
وكانت فى انتظار ادهم ، وعينيها تلمع من الفرحة فى مركز التجميل ولكن كانت تشعر بالحرارة من فرط الخجل .
وتفرك فى يديها كالاطفال .
حتى جاء ادهم مركز التجميل ، .فتفاجىء بجمالها حتى انه دمعت عينيه من الفرحة وقبض يده على يديها لم يتركها .
وكان يود أن يحضتنها لعله يهدىء من روعه قليلا .
ولكنه تذكر أنه لم يعقد عليها بعد .
فليصبر إذا على الحلال ، فلم يبق إلا القليل .
ثم وصلوا القاعة بين فرحة الجميع ، لتبدء مراسم الحفل وكانت فى مقدمتها ، كتب الكتاب وما انتهى العقد حتى قام ادهم اخيرا واخذها فى صدره ، فى عناق طويل .
متناسى كل الناس وكأنه لا يرى غيرها حوله .
يااااااااااه من أجمل التلاقى والتلامس والعشق فى الحلال الطيب .
والد سارة…احم احم..مش نكمل الفرح ، عشان الناس اللى جاية دى .
وبعدين تكملوا ده فى البيت .
الصبر حلو برده .
أدهم..بخجل …لسه …هستنى الفرح .
والد سارة بضحك ….خلاص هانت .
…..ولكن أدهم عندما بدئت اغنية رومانسية هادئة .
ليرقصوا عليها فى تناغم جميل .
استطاع ضمها مرة أخرى إلى صدره .
..وتهامس فى اذنها …بحبك بحبك بحبك …لم يلمس قلبى الا انتى .
..لم تلمس يدى..سوى يداكى.
…انت حبى الاول والاخير.
..ثم طلب القائم على الحفل ان كل واحد منهم يغنى اغنية للتانى فختاروا اغنية…
مين حبيبى انا …رد عليه وأقول
انت اللى بحبه أنا ، انتى اللى بحبه انا
انت حياتى وروحى وانت البلسم لجروحى
لتاخذهم إلى عالم آخر من الحب ، ليس به سواهم .
..وحضر الفرح مجدى وزوجته كرمة….وأيمن وزوجته منى .
والكل فرحان ومبسوط لفرح أدهم وسارة …
متمنيين لهم حياة سعيدة هانئة .
لتأتى بعدها اللحظة الموعودة ، وهو الذهاب الى المنزل .
عش الزوجية ، حيث اللحظة المنتظرة .
ادهم …..نورتى مملكتك …اميرتى .
و اول حاجة هنعملها !
فطأطأت سارة رأسها خجلا ….فطبع على جبينها قبله رقيقة .
مرددا ….احنا هنصلى الاول ركعتين لله سنة عن الحبيب
وصلى بها ادهم.
.ما أجملهم بالفستان والبدلة ..
وانتهى من الصلاة ودعا لانفسهم بالبركة والذرية الطيبة .
….ثم قام وحملها …على الفراش .
ليبث لها أشواقه وحبه ليعيشوا اول ليلة لهم من ليالى الاحلام .
فكانوا كروح واحدة فى جسدين .
…………….
ثم داعب خصلات شعرها مرددا بحب …انا مش مصدق انك جمبى وبين ايديا يا قلب ادهم .
سارة …حبيبى يا ادهم ، وانا كمان .
بس انا برده لسه زعلانة منك .
فضحك ادهم …زعلانة فى ليلة زى دى .
ليه كده ؟
سارة بدلال …بقا انا اجيلك بشنطة هدومى ، تقوم تخلينى امشى.
فضحك ادهم …أنتِ لسه فاكرة .
مهو لو قبلت ساعتها ،مكناش هنحس بفرحتنا دلوقتى .
ولا كان الناس اتملت حولينا بفرحة زى ما كنا من شوية .
فضحكت سارة مرددة …عندك حق .
انا كنت متهورة ، بس غصب عنى عشان بحبك .
ادهم …وانا كنت بحبك اكتر وخايف عليكى .
اكتر من نفسى .
ثم قال لها غمضى عينيكى .
سارة …ايه عملى مفاجئة ….
ادهم ..غمضى عينيكى بس .
فاغمضت سارة عينها .
فأخرج ادهم تذكرتين سفر الى تركيا .
ادهم ..فتحى ،.
ففتحت سارة عينيها لترى التذكرتين .
ادهم ..ايه رئيك نقضى اسبوع عسل فى تركيا .
فتعلقت ساره بعنقه .
مفاجأة حلوة اوى طبعا ، انا كان نفسى ازورها فعلا من زمان .
لينطلقوا فى اليوم التالى الى تركيا ، حيث المناظر الطبيعية الرائعة ،واجواء جميلة من التراث العثمانى شاهدوها ، والتقطوا فيها الصور التذكارية .
ليرقصوا اسبوع مر كأنه لحظة ،من فرط السعادة والحب .
لينتهى الاسبوع سريعا ثم يعودوا إلى أرض الوطن .
فهل سيظل الحب بينهم كما هو ام سيتعرض لأزمات .
من شأنها أن تزعزعه .
هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة .
فكونوا بالقرب .
نختم بدعاء جميل
اللهم يا مغيّر الأحوال غيّر حالنا إلى أحسن حال ، و سخر لنا من حظوظ الدنيا ما تعلم أنه خير لنا وأسعد قلوبنا وارزقنا رضاك والجنة
………..
أم فاطمة شيماء سعيد